أعلن علماء من كلية طب جامعة هارفرد الأميركية اكتشاف طريقة جديدة لإنتاج الأمينوكومرين، وهي فئة مركبات من المضادات الحيوية القادرة على مكافحة البكتيريا المقاومة للعلاجات. جاء ذلك في تقرير قدمه الباحثون في المؤتمر السنوي للجمعية الكيميائية الأميركية الذي عقد بمدينة فيلادلفيا الشهر الماضي.
فقد أصبحت قدرة بعض سلالات البكتيريا على مقاومة المضادات الحيوية المعروفة مصدرا جديدا للقلق في مجال الصحة العامة. ولم يعد لدى الأطباء إلا القليل من الوسائل الفعالة لمكافحة سلالات بكتيرية مثل ستافيلوكوكس أوريوس المقاومة لمضاد الميثيسيلين (MRSA).
ورغم أن بعض هذه البكتيريا العنيدة تأثيرها ضعيف إزاء مركبات الأمينوكومرين، فإن عدم قابلية الأخيرة للذوبان وضعف امتصاصها وسوء توزيعها في الجسم وعدم قدرتها على اختراق جدار الخلايا البكتيرية يقلل من فاعلية هذه المركبات كمضادات حيوية.
وقدم أستاذ الكيمياء البيولوجية والفارماكولوجيا الجزيئية د. كريستوفر وولش وفريق البحث تقريرا حول أسلوب جديد لتوليد مئات من مشتقات الأمينوكومرين. ويتيح هذا الأسلوب تنويعا منضبطا لجميع أجزاء الأمينوكومرين التي تنشأ في سياق تطوير مضادات حيوية ذات مزايا خاصة ومحسنة.
ويستفيد الأسلوب الجديد من الإنزيمات البكتيرية، إذ استخدم الباحثون تشكيلة بروتينات من بكتيريا ستربتوميسيز لتكوين خط إنتاج من الإنزيمات الذي يضيف تدريجيا الأجزاء الكيميائية المختلفة إلى المكون الرئيس لأحد مركبات الأمينوكومرين، وهو المضاد الحيوي كومرميسين A1.
تقوم مركبات الأمينوكومرين بكبح الإنزيمات البكتيرية المسؤولة عن فك الحمض النووي DNA، ودون هذه الإنزيمات لا يمكن للبكتيريا أن تتكاثر. ولذلك فإن المضادات الحيوية المعروفة بفلوروكوينولون (مثل سيبروفلوكساسين وليفوفلوكساسين) التي لها خاصية كابحة لتلك الإنزيمات قد لقيت استعمالا واسعا. لكن ظهور سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية جدد الاهتمام بأحد مركبات الأمينوكومرين وهو نوفوبيوسين، وهو أحد العلاجات القليلة المتاحة والفعالة ضد بكتيريا MRSA.
ومن خلال تعديل المكونات الرئيسية لمختلف المضادات الحيوية من فئة الأمينوكومرين، يأمل فريق البحث في تحويل هذه الكوابح للإنزيمات إلى مضادات حيوية فعالة، مع تحسين قابليتها للذوبان والامتصاص، وقدرتها على التوزع داخل الجسم، وكذلك قدرتها على اختراق أهدافها البكتيرية